نظام الحماية بالمغرب والاستغلال
الاستعماري
مقدمة
أدت الضغوط الاستعمارية الأوربية على المغرب خلال القرن 19
وبداية القرن 20 الى فرض الحماية الفرنسية والاسبانية عليه سنة 1912 مما سامح لهما
بالشروع في استغلاله. فما هي ظروف فرض الحماية على المغرب؟ وما هي مراحل الاحتلال
العسكري والمقاومات التي واجهته؟ وما هي مظاهر الاستغلال الاستعماري وانعكاساتها
على المغرب؟
الظروف العامة لفرض نظام الحماية على المغرب وأبرز
مضامينه
الظروف الخارجية أو سياق الدولي
تجلت في مجموعة من الضغوط الاستعمارية الأوربية في إطار
التنافس الامبريالي تمثلت في جانبها العسكري في احتلال فرنسا للدار البيضاء ووجدة
سنة 1907 وشرق المغرب والتدخل الاسباني في الشمال سنة 1912، وفي جانبها السياسي من
خلال مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906 ومن خلال الاتفاقيات الدولية التي وقعتها
فرنسا مع إيطاليا وانجلترا وألمانيا للتفرد بالمغرب.
الظروف الداخلية
تجلت من الناحية السياسية في ضعف السلطة المركزية وكثرت التمردات
والثورات وعلى رأسها ثورة الروكي بوحمارة وتتابع سلاطين ضعاف على الحكم، ومن
الناحية الاقتصادية تزايد المديونية الخارجية وفشل الإصلاحات واثقال كاهل السكان
بمختلف الضرائب، واجتماعيا انتشار الفقر والاوبئة والجراد والمجاعات.
معاهدة الحماية والمساس بالسيادة المغربية
تضمنت معاهدة الحماية التي فرضت على المغرب في 30 مارس 1912
مجموعة من المضامين أبرزها:
- قيام بعدة إصلاحات إدارية وتعليمية واقتصادية
ومالية وعسكرية من طرف السلطات الفرنسية.
- ضمان الاحترام التام للسلطان واسرته وممتلكاته
والشعائر الدينية للمغرب.
- التزام السلطان بمساعدة سلطات الحماية على
الاحتلالات العسكرية للأراضي المغربية.
- منع السلطان من توقيع أي معاهدة او اتفاقية دولية
دون موافقة سلطات الحماية.
- تعيين مقيم عام فرنسي يمثل الحكومة الفرنسية
بالمغرب ويحتكر كل السلطات.
مراحل الاحتلال العسكري وأهم المقاومات التي واجهته
مراحل الاحتلال العسكري
- المرحلة 1قبل 1912: احتلال مجموعة من المدن
أبرزها وجدة والدار البيضاء وسيدي افني والرباط.
- المرحلة 2 ما بين 1912 و1914: احتلال السهول الأطلنطية
كعبدة ودكالة وسوس...
- المرحلة 3 ما بين 1914 و1921: احتلال أجزاء مهمة
من الاطلس المتوسط والاطلس الكبير.
- المرحلة 4 ما بين 1921 و1926: احتلا اسبانيا
لشمال المغرب.
- المرحلة 5 ما بين 1931 و1934: احتلال المناطق
الجنوبية والجنوب الشرقي للمغرب.
المقاومة المغربية المسلحة
- قبائل الصحراء والجنوب:
بقيادة احمد الهبة ابتداء من سنة 1912 حيث هزمت المقاومة في معركة سيدي بوعثمان
شمال مراكش أمام القوات الفرنسية.
- قبائل الأطلس المتوسط:
تزعمها موحا اوحمو الزياني الزي قاد المقاومة ما بين 1914 و1921 وانتصر على القوات
الفرنسية في معركة الهري سنة 1914 جنوب خنفرة.
- قبائل الريف: تزعمها
محمد بن عبد الكريم الخطابي ما بين 1921 و1926 وانتصر على القوات الاسبانية في
معركة أنوال سنة 1921 وكبدها خسائر فادحة
قبائل الأطلس الكبير: تزعمتها قبائل ايت عطا بجبل صاغرو بقيادة عسو اوبسلام الذي خاض معركة ضارية مع القوات الفرنسية سنة 1933 سميت بوغافر.
عوامل توقف المقاومة المسلحة
فشلت المقاومة المغربية المسلحة لأسباب عديدة يمكن تلخيصها:
- تعاون القواد الكبار مع القوات الفرنسية
والاسبانية وعلى رأسهم الكلاوي والمتوكي والعيادي.
- تفاوت موازين القوى العسكرية بين الجيوش الأوربة
حديثة التسليح والقبائل المغربية ذات الأسلحة التقليدية.
- غياب التنسيق بين قادة المقاومة وهيمنة الطابع
العفوي عليها.
- استعمال القوات الأوربية للغازات السامة في الريف
وحصار مناطق المقاومة.
مظاهر الاستغلال الاستعماري وانعكاساته على المغرب
مظاهر الاستغلال الاستعماري
- الميدان الفلاحي: السيطرة
على أجود الأراضي الفلاحية في إطار الاستعمار الرسمي والخاص وتشجيع الزراعة
التسويقية.
- الميدان المنجمي والصناعي: السيطرة
على عملية استخراج وتسويق المعادن والصناعة الاستهلاكية واستنزاف الموارد الأولية
للمغرب.
- الميدان التجاري والمالي: السيطرة
الفرنسية والاسبانية على التجارة الخارجية للمغرب عن طريق اغراق الأسواق المغربية
بالمنتجات الأوربية واحداث مؤسسات بنكية لتشجيع الاستثمار وفرض مجموعة من الضرائب.
الاليات فرض الاستغلال الاستعماري
- الإدارية: تمثلت
في تقسيم المغرب الى ثلاث مناطق نفوذ:
· المنطقة السلطانية: شهدت وجود ادارتين مغربية
صورية يحتفظ بها السلطان بسلطته الدينية وإدارة فعلية يرأسها المقيم العام الذي
يسيطر على جميع السلطات، مع تقسيم المنطقة الى إدارة مركزية وجهوية ومحلية.
· المنطقة الخليفية: تعرف وجود ادارتين صورية على
رأسها خليفة السلطان وفعلية على رأسها المندوب الاسباني.
· منطقة طنجة الدولية: تضم مندوب السلطان وتسير من
طرف سبع دول عبر عدة أجهزة.
- الاقتصادية والمالية: تتمثل
في تشجيع الهجرة الأوربية الى المغرب وخلق عدة اليات لتسهيل الاستغلال الاستعماري كمد
الطرق والسكك الحديدية وبناء السدود وجلب فروع للمؤسسات البنكية.
انعكاسات الاستغلال الاستعماري
- الاقتصادية: أهمها
سيطرت الأجانب على أجود الأراضي الفلاحية المغربية وتضرر الصناعة التقليدية
المغربية من منافسة السلع الأوربية واستنزاف ثروات البلاد وتسجيل عجز في الميزان
التجاري وارتباط المغرب تجاريا مع فرنسا واسبانيا.
- الاجتماعية:
تجلت في تدهور أوضاع الفلاحين المغاربة وتحولهم الى اجراء وافلاس التجار والحرفيين
وانتشار الفقر بشكل واسع وارتفاع الهجرة القروية وأحياء الصفيح بالمدن.
خاتمة
شكل الاستغلال الاستعماري وفشل المقاومة المغربية المسلحة
دافعا لظهور الحركة الوطنية المغربية التي حملت شعار تحقيق الاستقلال.
من انجاز الأستاذ سي محمد دلالي